التاريخ
ن المفترض أن الاثيوبيين أجداد قبيلة جالا، كانوا أول من اكتشف وتعرف على الأثر المنبه لنبات حبوب البن.[3] ومع ذلك لم يُعثر على دليل مباشر يكشف بالتحديد عن مكان نمو القهوة في أفريقيا، أو يكشف عمن قد استخدمها على أنها منشط أو حتى يعرف عن ذلك قبل القرن السابع عشر.[3] حيث لم تظهر قصة الخالدي -راعي الماعز الاثيوبي الذي اكتشف القهوة في القرن التاسع- في الكتابة إلا في عام 1671 وربما تكون ملفقة.[3] وقد ظهر أقرب دليل موثوق به سواء على شرب القهوة أو معرفة شجرة البن، في منتصف القرن الخامس عشر، في الأديرة الصوفية في اليمن في جنوب شبه الجزيرة العربية.[3] حيث انتشر البن من إثيوبيا إلى مصر، واليمن[14] وقد كان العرب هم أول من قاموا بتحميص وغلي حبوب البن، على غرار الطريقة التي تتم بها اليوم. وبحلول القرن الخامس عشر، كان البن قد وصل إلى بقية الشرق الأوسط وبلاد فارس، تركيا، وشمال أفريقيا. ثم انتشر البن من العالم الإسلامي إلى إيطاليا، ثم إلى بقية أوروبا، واندونيسيا، وإلى الأمريكتين.[4] في عام 1583، قام الطبيب الألماني راؤولف ليونارد بوصف القهوة بعد عودته من رحلة إلى الشرق الأدنى استمرت عشر سنوات:[15]مما يوحي بأنها لم تكن معروفة قبل ذلك التاريخ في أوروبا. انتقل البن من العالم الإسلامي، إلى إيطاليا. وقد جلبت التجارة المزدهرة بين البندقية وشمال أفريقيا; مصر، والشرق الأوسط، العديد من السلع، بما في ذلك القهوة إلى ميناء البندقية. حيث انتشرت من البندقية إلى بقية أوروبا. كما حازت القهوة على قبولا واسعا بعد أن تم اعتبارها من المشروبات المسيحية عن طريق البابا كليمنت الثامن في عام 1600، على الرغم من النداءات لحظر "المشروب الإسلامي." وقد تم افتتاح أول مقهى أوروبي في إيطاليا في عام 1645.[4] حيث كان الهولنديين هم أول من أول قام باستيراد البن على نطاق واسع، حيث كانوا من أول من تحدى الحظر العربي على تصدير النباتات والبذور غير المحمصة عندما قام بيتر فان دين برويك بتهريب شتلات من عدن إلى أوروبا في عام 1616.[16] ثم قام الهولنديون في وقت لاحق بزرع المحصول في جاوة وسيلان.[17] حيث كانت الصادرات الأولى من القهوة الإندونيسية من جاوة إلى هولندا في عام 1711.[18] ومن خلال الجهود التي بذلتها شركة الهند الشرقية البريطانية، حظا البن بشعبية في إنجلترا أيضا. وقد تم تقديمها لأول مرة في فرنسا في عام 1657، وفي النمسا وبولندا بعد معركة فيينا عام 1683، عندما تم الاستيلاء عليها إمدادات الأتراك الذين هُزموا.[19] عندما وصلت القهوة إلى أمريكا الشمالية خلال الفترة الاستعمارية، لم تحظى في البداية بنفس النجاح الذي كانت عليه في أوروبا. ومع ذلك فقد زاد الطلب على القهوة كثيرا خلال الحرب الثورية، مما جعل التجار يقوموا بادخار المخزون الضئيل ورفع الاسعار بشكل كبير، وكان هذا أيضا نتيجة لانخفاض توافر الشاي من التجار البريطانيين.[20] وبعد حرب عام 1812، التي قامت بريطانيا خلالها بقطع واردات الشاي مؤقتا، زاد تذوق الأميركيين للقهوة، وارتفع الطلب خلال الحرب الأهلية الأمريكية جنبا إلى جنب مع التقدم في تكنولوجيا الغلي، مما أدى لتأمين موقف القهوة كسلعة يومية في الولايات المتحدة الأمريكية.[21] أصبحت القهوة من المحاصيل النقدية الحيوية لدول كثيرة في العالم الثالث. حيث أصبح أكثر من مائة مليون شخص في البلدان النامية يعتمد على القهوة كمصدر أساسي للدخل (بونتي 1). كما أصبحت القهوة من الصادرات الرئيسية، والعمود الفقري لدول أفريقية مثل أوغندا، بوروندي، رواندا، واثيوبيا[22]، وكذلك العديد من بلدان أمريكا الوسطى.(1)
القهوة
القهوة مشروب يعد من بذور البن المحمصة، وينمو البن في أكثر من 70 بلدا. ويقال أن البن الأخضر هو ثاني أكثر السلع تداولا في العالم بعد النفط الخام.[1] ونظرا لاحتوائها على الكافيين، يمكن أن يكون للقهوة تأثير منبه للبشر. ويعد القهوة اليوم واحدة من المشروبات الأكثر شعبية في جميع أنحاء العالم.من المعتقد أن الأثيوبيين، أجداد قبيلة أورومو، كانوا هم أول من اكتشف وتعرف على الأثر المنشط لنبات حبوب القهوة.[3] ولم يُعثر على دليل مباشر يكشف بالتحديد عن مكان نمو القهوة في إفريقيا، أو يكشف عمن قد استخدمها على أنها منشط أو حتى يعرف عن ذلك قبل القرن السابع عشر.[3] وظهر أقرب دليل موثوق به سواء على شرب القهوة أو معرفة شجرة البن، في منتصف القرن الخامس عشر، في الأديرة الصوفية في اليمن في جنوب شبه الجزيرة العربية. وقد انتشرت القهوة من اليمن إلى مصر وإثيوبيا، وبحلول القرن الخامس عشر وصلت إلى أرمينيا وبلاد فارس وتركيا وشمالي أفريقيا. وقد انتشرت القهوة من العالم الإسلامي، إلى إيطاليا، ثم إلى بقية أوروبا وإندونيسيا وإلى الأمريكتين.[4] يتم إنتاج ثمار البن التي تحتوي على حبوب القهوة عن طريق عدة أنواع من الشجيرات دائمة الخضرة الموجودة بشجر البن. والنوعان الأكثر شيوعا هما كافيا كانيفورا (المعروفة أيضا باسم كافيا روبوستا)، وكافيا ارابيكا؛وقد لعبت القهوة دورا هاما في كثير من المجتمعات على مر التاريخ. فقد كانت تستخدم في أفريقيا واليمن في الاحتفالات الدينية. ونتيجة لذلك، حظرت الكنيسة الاثيوبية استهلاكها المدني حتى عهد الامبراطور منليك الثاني من اثيوبيا.[5] وقد تم حظرها في العهد العثماني في تركيا في القرن السابع عشر لأسباب سياسية، [6] حيث ارتبطت بالأنشطة السياسية المتمردة في أوروبا. تعد القهوة سلعة تصدير هامة. ففي عام 2004، كان البن أعلى الصادرات الزراعية ل 12 بلدا، [7] وفي عام 2005 أصبح في المركز السابع للصادرات الزراعية المشروعة من حيث القيمة.[8] ظهر بعض الجدل حول زراعة البن وأثرها على البيئة. فقد قامت العديد من الدراسات بالبحث في العلاقة بين استهلاك القهوة وبعض الحالات الطبية، ولا يزال هناك جدال حول ما إذا كانت الآثار العامة للقهوة إيجابية أم سلبية.
الزراعة
تزرع شجرة البن على ارتفاعات من الأرض، تتراوح بين 1500 و6000 قدم، وأحسن البن هو الذي يأتي من الشجر المزروع على ارتفاع 3000 و6000 قدم، فعندئذ تكون في البن النكهة المستطابة. والشجرة تحتاج إلى جو دافئ رطب، ومن أجل هذا تفضّل لها التلال والمناطق الجبلية. وهكذا هي اليمن. وشجرة البن تستنبت من البذور المباشرة، أو من طيّ فرع من فروع الشجرة حتى يمس الأرض، ثم دفنِ طرفه في التربة، وتركه فيها. وبعد نحو 4 أشهر تتكون بهذا الفرع جذور في الأرض، وصبح نباتاً جديداً. وشجرة البن تبدأ تثمر في السنة الثالثة، وهي تظل تنتج البن السنوات الطويلة حتى لتبلغ 50 أو ستين عاماً ولكنها في الأغلب تنتج بوفرة كافية مدة تتراوح بين 25 أو 30 عاماً. وشجرة البن تحتاج على تقليم كل حين لأن من عادتها الاتساع والامتلاء حتى ليصبح مظهر شجرة البن مظهر النبات البري. تتكاثر القهوة عادة عن طريق البذور. والطريقة التقليدية لزراعة البن هي وضع 20 بذرة في كل حفرة في بداية موسم الأمطار؛ حيث يتم القضاء على نصفها بشكل طبيعي. وغالبا ما تزرع القهوة مع المحاصيل الغذائية، مثل الذرة والحبوب، أو الأرز، خلال السنوات القليلة الأولى للزراعة.يزرع نوعان رئيسيان لنبات البن هما: كافيا كانيفورا وكافيا ارابيكا. حيث تعتبر "قهوة ارابيكا" أكثر ملاءمة للشرب من روبوستا المستخرجة من "قهوة كانيفورا"؛ وتميل روبوستا إلى أن تكون أكثر مرارة وأقل نكهة ولكن لديها قوام أفضل من بن ارابيكا. لهذه الأسباب، فإن نحو ثلاثة أرباع من القهوة المزروعة في أنحاء العالم هي كافيا ارابيكا. [23] ومع ذلك، فتعتبر كافيا كانيفورا أقل عرضة للأمراض من كافيا ارابيكا ويمكن زراعتها في بيئات حيث كافيا ارابيكا لن تزدهر. وتحتوي قهوة روبوستا قهوة أيضا على حوالي 40-50 ٪ كافيين أكثر من قهوة ارابيكا.[27] لهذا السبب، فإنها تستخدم كبديل رخيص لارابيكا في العديد من توليفات البن التجارية. وقد تستخدم الروبوستا ذات النوعية الجيدة في بعض توليفات الإسبرسو لتوفير أفضل رغوة، ونتيجة كاملة القوام، وخفض تكلفة المكونات.[28] وتشمل الأنواع المزروعة الأخرى كافيا ليبركا، وكافيا اسليكا، حيث يُعتقد أنهما يرجعان إلى ليبريا وجنوبي السودان، على التوالي.[27] تنشأ معظم حبوب بن ارابيكا إما من أمريكا اللاتينية، شرق أفريقيا والجزيرة العربية، أو آسيا. وتنمو حبوب بن روبوستا في غربي ووسط أفريقيا، وفي جميع أنحاء جنوب شرق آسيا، وإلى حد ما في البرازيل.[23] وعادة ما تمتلك الحبوب من البلدان أو المناطق المختلفة، خصائص مميزة مثل النكهة والرائحة والقوام، والحموضة.[29] ولا تتوقف خصائص الطعم فقط على مكان نمو القهوة، وإنما أيضا على السلالة الجينية (varietals) والتجهيز.[30] وتعرف الفاريتال عموما من المنطقة التي تزرع بها، مثل جافا أو كونا الكولومبية.
التحميص
تخضع حبوب وبذور القهوة لعدة عمليات قبل أن تصبح البن المحمص المألوف. أولا، يتم قطف حبوب القهوة، باليدين غالبا. ثم يتم فرزها من حيث النضج واللون، ثم تتم ازالة لب الحبوب بواسطة آلة عادة، والبذور التي تسمى عادة بالحبوب يتم تخميرها لإزالة الطبقة الغروية من الصمغ التي لا تزال موجودة على الحبة. وعندما يتم الانتهاء من التخمير، يتم غسل الحبوب بكميات كبيرة من المياه العذبة لإزالة بقايا التخمر، والتي تولد كميات هائلة من فضلات البن السائلة الملوثة. وأخيرا، يتم تجفيف البذور. أفضل (ولكن الأقل استعمالا) طريقة لتجفيف البن هو التجفيف باستخدام طاولات التجفيف. في هذا الأسلوب يتم نثر البن الملبب والمخمر بلطف على سرائر مرتفعة، والتي تسمح للهواء بالمرور على جميع اطراف القهوة، ثم يتم خلط القهوة باليد. حيث يكون التجفيف في هذا الأسلوب أكثر تجانسا، والتخمير أقل احتمالا. حيث يتم تجفيف معظم البن الأفريقي بهذه الطريقة، كما بدأت بعض مزارع البن في جميع أنحاء العالم باستخدام هذا الأسلوب التقليدي. ثم يتم فرز البن ووسمه كبن أخضر. وهناك طريقة أخرى بتجفيف حبوب البن وهي وضعهم على فناء اسمنتي وأشعال النار عليهم في ضوء الشمس. وتستخدم بعض الشركات اسطوانات لضخ الهواء الساخن لتجفيف حبوب البن، وتستخدم هذه الطريقة غالبا في الأماكن التي تكون فيها الرطوبة عالية جدا